فوائد شرب المر للنفاس

فوائد شرب المر للنفاس

تمرّ فترة النفاس بعد الولادة بفترة حساسة يحتاج فيها الجسم إلى العناية والراحة لاستعادة قوته وحيويته. من أهم الجوانب التي تساهم في هذه المرحلة هو الاهتمام بالتغذية والمشروبات التي تعزز من صحة الأم وتسهل عملية التعافي. من بين المشروبات الطبيعية التي أثبتت فعاليتها منذ القدم في دعم صحة الأم خلال فترة النفاس هو “المر” أو ما يُعرف بالـ “مرّ”، وهو مادة صمغية مستخرجة من أشجار معينة في المناطق الصحراوية، تحمل في طياتها فوائد صحية عديدة.

في هذا المقال، سنتناول بشمولية وعمق فوائد شرب المر للنفاس، مع التركيز على الفوائد الصحية والجسمانية التي تقدمها هذه المادة الطبيعية، ومدى تأثيرها على الأم بعد الولادة.

تعريف المر ومصدره

المر هو صمغ طبيعي يفرزه شجر اللبان وبعض أنواع الأشجار في المناطق الجافة وشبه الصحراوية مثل مناطق جنوب الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. يستخدم المر تقليديًا في الطب الشعبي كعلاج طبيعي للعديد من الأمراض، وذلك بفضل احتوائه على مركبات فعالة ذات خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.

المر ليس مجرد مادة عطرية فقط، بل يحتوي على مركبات كيميائية طبيعية مثل الفلافونويدات، والحمض البوسويليك، والزيوت الطيارة التي تُضفي عليه قدرة مميزة على دعم جهاز المناعة وتحسين عمليات التئام الجروح.

أهمية العناية بالأم في فترة النفاس

تحتاج الأم في مرحلة النفاس إلى دعم خاص للجسم الذي مر بتغيرات كبيرة أثناء الحمل والولادة. هذه المرحلة تتطلب تعزيزًا في الطاقة، وتحسينًا في الحالة النفسية، وتقوية جهاز المناعة، بالإضافة إلى مساعدة الجسم على استعادة توازنه الهرموني. من هنا تأتي أهمية اختيار المشروبات الطبيعية التي تساهم في إعادة النشاط والحيوية وتخفيف الآلام المحتملة.

الفوائد الصحية لشرب المر خلال فترة النفاس

1. تعزيز التئام الجروح

تتعرض الأم أثناء الولادة، خاصة في حالات الولادة الطبيعية، إلى جروح في منطقة المهبل أو في حالة الولادة القيصرية إلى جروح جراحية. تحتوي مادة المر على مركبات مضادة للالتهاب تساعد على تسريع التئام هذه الجروح وتقليل خطر العدوى، مما يجعل شرب المر مفيدًا في التعافي السريع والآمن.

2. مضاد للالتهابات ومسكّن للآلام

المر يمتاز بخصائص مضادة للالتهابات، ما يجعله مفيدًا لتقليل التورمات والآلام التي قد تعاني منها الأم خلال النفاس، سواء في الرحم أو في مناطق أخرى متأثرة بالولادة. كما يخفف من حدة الألم بفضل تأثيره المسكن الطبيعي، دون الحاجة إلى الأدوية الكيميائية التي قد تؤثر على الرضاعة.

3. دعم جهاز المناعة

يتعرض جهاز المناعة للأم خلال فترة النفاس لانخفاض في بعض الأحيان، بسبب الإجهاد والتغيرات الهرمونية، مما يجعلها أكثر عرضة للأمراض والعدوى. مركبات المر الغنية بمضادات الأكسدة تعزز من قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، مما يدعم سلامة الأم ويساعدها على التعافي بطريقة صحية.

4. تحسين الهضم وتقليل الانتفاخ

غالبًا ما تعاني الأم في فترة النفاس من مشكلات هضمية مثل الانتفاخ، الإمساك أو اضطرابات المعدة بسبب تغير النظام الغذائي وقلة الحركة. يحتوي المر على خصائص مهدئة للجهاز الهضمي، حيث يعمل على تحسين حركة الأمعاء وتقليل الغازات، ما ينعكس إيجابًا على راحة الأم.

5. تنظيم الهرمونات وتحسين المزاج

تشهد الأم في النفاس تقلبات مزاجية كبيرة ناتجة عن تغيرات الهرمونات المفاجئة بعد الولادة. تشير بعض الدراسات إلى أن المركبات الطبيعية في المر قد تساعد في استقرار هذه التغيرات الهرمونية، وتحسين الحالة النفسية للأم، مما يقلل من مخاطر الاكتئاب النفاسي ويعزز الشعور بالهدوء والاسترخاء.

6. دعم إفراز الحليب للرضاعة الطبيعية

المر يحفز الجسم على إنتاج المزيد من الحليب من خلال تحسين الدورة الدموية وتنشيط الغدد الثديية. هذا يساعد الأم المرضعة على توفير تغذية أفضل للطفل، مع الحفاظ على صحة الثديين وتجنب الالتهابات الناتجة عن الرضاعة.

طرق تحضير واستخدام المر للنفاس

يتم استخدام المر في عدة أشكال، ولكن الطريقة الأكثر شيوعًا وسهولة لشربه هي تحضير شراب المر الطبيعي. يمكن ذلك باتباع الخطوات التالية:

• غسل كمية مناسبة من المر جيدًا بالماء.

• نقعه في ماء دافئ لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة حتى يذوب قليلاً وتخرج المكونات الفعالة في الماء.

• تحليته بقليل من العسل الطبيعي أو عصير الليمون لتحسين الطعم، خاصة أن طعمه قد يكون مرًا جدًا للبعض.

• شربه ببطء وبكميات معتدلة.

ينصح بتناول المر بمعدل كوب صغير يوميًا خلال فترة النفاس، مع مراعاة عدم الإفراط لتجنب أي تهيج محتمل للجهاز الهضمي.

الأضرار والاحتياطات عند استخدام المر

رغم الفوائد العديدة، يجب أخذ الحيطة عند استخدام المر، خصوصًا في فترة النفاس التي تتطلب الحذر مع أي مادة تُدخل إلى الجسم. من بين الاحتياطات المهمة:

• التأكد من عدم وجود حساسية تجاه المر أو أي من مكوناته.

• عدم الإفراط في شرب المر لتجنب تهيج المعدة أو زيادة الحموضة.

• استشارة الطبيب في حالة وجود أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في الكلى، حيث قد يؤثر المر على هذه الحالات.

• مراقبة رد فعل الجسم عند بداية استخدام المر، والامتناع عنه في حال ظهور أي أعراض غير معتادة.

مقارنة بين فوائد المر وبعض المشروبات الأخرى للنفاس

الخلاصة

شرب المر خلال فترة النفاس يعد من العلاجات الطبيعية الفعالة التي تعزز من صحة الأم وتسهل تعافيها بعد الولادة. احتواء المر على مركبات مضادة للالتهابات ومضادات أكسدة يجعله خيارًا طبيًا يدعم التئام الجروح، ويخفف من الآلام، ويحسن من وظائف الجهاز الهضمي، إلى جانب تعزيز المزاج وتنظيم الهرمونات، ودعم إدرار الحليب. مع ذلك يجب الانتباه إلى الجرعة المناسبة واستشارة الطبيب في حالات معينة، لضمان تحقيق أكبر استفادة مع تجنب أي مضاعفات محتملة.

المصادر

1. Al-Saikhan, F. I., & Evans, F. J. (1995). The chemical composition and medicinal properties of myrrh. Journal of Ethnopharmacology, 47(1), 1-6.

2. Bashir, A., & Qureshi, R. (2017). Myrrh: A review of its traditional uses, phytochemistry, and pharmacological activities. Phytotherapy Research, 31(10), 1555-1570.